الرئيسية

تصفح ملخصات الكتب

المدونة

ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة

ملخص كتاب أساطير الآخرين

نقد الإسلام المعاصر ونقد نقده

ياسين الحاج صالح

في عالم التساؤلات والشك، وجدنا نحن أبناء الامة الإسلامية وورثة الإسلام أننا يجب أن نطرح على الإسلام أسئلتنا الوجودية وننتظر الإجابة، ولكن الإسلام بنسخته المعاصرة المتفككة بين المذاهب والطوائف لم يستطع أن يجيب على أي من تلك الأسئلة؛ لأن الإسلام المعاصر ليس إلا نسخة بالية نشأت في القرون الأولى للإسلام، ويتم استخدامها الآن استخدامًا خاطئًا لتحقيق مطامع وأهواء سياسية وتحكمية، فلنرى إذًا كيف نشأ الإسلام؟ وما هي وجوه الإسلام المعاصرة الآن؟ وأي تلك الوجوه يغلب على الساحة؟ وأي من تلك الوجوه هو ما يمكن أن يعيد الإسلام للعالم على أنه دين معتدل وليس متطرف؟ وهل يجب أن يندمج الإسلام في العالم ويعمل بقواعده أم أنه يجب أن يعيد إصلاح العالم؟ وكيف يمكن إصلاح الدين بطريقة تبشر بعالم جديد أسعد وأكثر أخلاقية؟

1- الوجوه الثلاثة للإسلام

في المجتمعات العربية والغربية يتم تناول الإسلام بصورة خاطئة تجعله يزيد من الطائفية في أوطاننا العربية، ويتم اتهامه بالتطرف وعدم الصلاحية للعصر الحالي في المجتمعات الغربية. وبسبب تمسك الإسلاميين بوصف الإسلام على أنه دين مميز واستثنائي ولا يجوز النقاش به، نشأت تلك المشاكل. وفي الواقع لا يمكن للإسلام أن يكون دينًا عالمي وآخر أديان الزمان الذي يسعى لحكم العالم، وفي نفس ذات الوقت لا يُطرح للنقاش على الساحة، ولا يتيح إعادة النظر في هيكلته وصياغته بما يناسب العصر. إن المشاكل المرتبطة بالإسلام أو الهوية الإسلامية إنما نشأت بسبب الخلط بين وجوه الإسلام الثلاثة، ألا وهي: "الإسلام كميراث قومي للعرب"، " الإسلام كدين للمؤمنين" و"الإسلام كأيديولوجية سياسية"

إن الإسلام بوصفه ميراث قومي للعرب، فهو ينسب إلى العرب، أي أن كثير من سياقاته الاجتماعية وأحكامه نابعة من البيئة العربية آنذاك، أما الإسلام بوصفه دين للمؤمنين، يعني أن أحكامه سلطتها داخلية على الفرد المؤمن، ولا يمكن لسلطة أخرى بشرية أن تفرض أحكام الإسلام على شخص ما لكونه يعتنق الإسلام أو أنه ولد مسلمًا، وأما الإسلام كأيديولوجيا سياسية فهو يعني أن مجموعة من المسلمين يعملون في السياسة ويتخذون نهجًا إسلاميًا ورؤية إسلامية لحكم الدولة وإدارتها، وما أضر بالإسلام هو الخلط بين تلك الوجوه، أو فلنقل أن الإسلام السياسي كأيديولوجيا طغى على الإسلام ككل؛ فالإسلام السياسي يسعى لحكم الدولة على طريقة الخلافة الإسلامية، وهذا بالطبع لا يصلح في القرن الحادي والعشرين؛ لذلك ينتقد العلمانيون الإسلام كدين ويصفونه بأنه غير صالح للعصر الحالي، فقط من خلال حكمهم على الإسلام السياسي بأنه غير عقلاني ومتسلط ويمثل أحد أشكال الفاشية

لفهم أكبر للإسلام من جميع جوانبه، يجب علينا أن نمثله بطفل يكبر بمرور الوقت، فكما أن الطفل يتم تربيته على طبع معين ثم يغيره التطبع عندما يكبر فيتأثر بثقافات أخرى وتتغير سلوكياته تبعًا للزمن والبيئة التي يتواجد بها، كذلك الإسلام قد اكتسب طبعه الأولي من البيئة العربية التي نشأ بها والمشاكل المتواجدة في ذلك الوقت؛ ولهذا نعتبره ميراثًا للعرب، ولكن مع مرور العصور، اكتسب خصائص أخرى بالتطبع، وكما يقال " أن الطبع يغلب دائمًا التطبع "، لذلك فإن الإسلام من آن لآخر يحن إلى طبعه الذي اكتسبه من بيئته الأولية، وفي هذا العالم الآن، فإن طبع الدين الأولي لا يمكنه أن يحكم الدول والأمم كما في السابق، وهذا يجعل الإسلام بين خيارين: الأول إما أن يندثر تمامًا لعدم قدرته على مجاراة العصر وتحمل هجمات العلمانيين المتشددين ونظريات نشأة الكون العلمية الجديدة، وإما أن يولد ولادة جديدة مناسبة لهذا العصر، ومثال على تلك الولادة الجديدة دولة تركيا الحالية، فهي دولة علمانية ترث قومية إسلامية وحضارة غربية. فالحكم بها علماني يساوي تمام المساواة بين المسلم وغيره، بينما الطبع الغالب لها طبع إسلامي بسبب كثرة المسلمين بها، وحضارتها وتقدمها نابعان من الثقافة الليبرالية الغربية التي فتحت العالم كله الآن

يتواجد على الساحة الآن فريقان يعطيان رأيهما في الدين أو الإسلام: أحد الفريقين يعتبر الدين مجال عام، ولكنه لا يخضغه للنقاش، أي أنه يعتبر الدين هو الحاكم في كل شيء في الحياة، فيكون هو النظام الحاكم سياسيًا وهو القانون والاقتصاد في السوق والمنظم لحياة الناس الخاصة. هؤلاء استبدلوا الدستور بالقرآن، والبرلمانات بالشورى بين الفقهاء، والحكم بالخلافة، أما الفريق الآخر فإنه يعتقد أن الإسلام هو دين فحسب، أي أنه لابد أن يقتصر على المجال الخاص فقط؛ فيكون عبارة عن شعائر وأخلاقيات تؤديها جماعة من البشر لا أكثر، وكلا الاتجاهين قاصران أو فلنقل أنها لم يقدما إجابة للعامة من المسلمين عن أسئلتهم ومشاكلهم المتواجدة في ظل الحداثة وتصاعدها عالميًا

2- تحليل الإسلام والانتقال من الوضعية الفقهية للكلامية

إذا تمعنا في الأمر جيدًا، سنجد أن عدم قدرة الإسلام -بتقاليده القديمة -على أن يحل مشاكل هذا العصر هي بسبب تضخم الدين في ظل الحداثة، أي أن الإسلام نزل قديمًا على قبائل بدائية؛ فنزلت أحكامه بسيطة للغاية فقط لتحل أزمات تلك القبائل وتهذبهم وتقوم سلوكهم، أما الآن فقد أخذت الشعوب العربية والإسلامية الأنظمة الاجتماعية المعقدة التي أنتجها الغرب؛ فأخذنا شكل الدولة الحديثة بمنظومتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ فأصبح الإسلام مطالبًا بأن يكون نظامًا اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا حتى يرضي معتنقينه في البلدان العربية. ونتيجة لذلك فقد جرت علمنة وتحديث الإسلام، وبالطبع ليس هناك مشكلة من تحديث الإسلام أو إعادة هيكلته ليناسب العصر، ولكن المشكلة تكمن في أن الفقهاء يرفضون عقلنة المحتوى الإسلامي، أي أنهم يريدون أن يكون الإسلام نظامًا حديثًا بديلًا، ولكن على طريقة القدماء، وهذا غير ممكن عمليًا ولا حتى نظريًا؛ فلا يمكن الرجوع بالتاريخ للوراء، ولا يمكن للإسلام أن يحكم كل التنوع الذي يوجد في العالم الآن بتلك القواعد البسيطة التي نزلت وقت ولادته.

لذلك إن كنا نريد أن نعيد النظر في الإسلام وأحكامه، علينا أن نلجأ لأصل الدين أو جوهره، ونعيد ولادته ارتكازًا من هذا الجوهر، فالدين الذي بين أيدينا الآن إنما هو نابع من التشكل " التاريخي والسياسي" وليس من جوهر الدين، فمنذ وفاة الرسول (ص) انقطع الوحي، وبعد نهاية عصر الخلفاء الراشدين، أصبحت الدول الإسلامية تعيد التاريخ بدون تدبر له؛ فنجد أن الدولة الأموية والدولة العباسية كانتا في حالة حرب دائمة على سبيل المثال؛ ففي بداية الدعوة كان على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم -أن يدخل الدول والمدن بالحرب لنشر الدعوة وتثبيت قدم الإسلام؛ لذلك تم تشريف الجهاد ومحاسبة المتخاذلين عنه، ولكن لم يتم تشريف مفهوم الحرب في حد ذاته، أما الدول التالية للخلفاء فقد مجدت فكرة الحرب نفسها لا الرخاء الاجتماعي والاستقرار وبناء الحضارة. وتأثرت الدولة الإسلامية بحضارة مصر القبطية ومن الفرس، ولم تنشأ حضارة إسلامية حقيقية إلا في بلاد الأندلس؛ لأنهم نعموا بالرخاء لقرون من الزمان حتى جاءتهم الحروب؛ وبذلك أصبح الإسلام معروفًا بالتعطش الدائم إلى النبذ والحرب والاحتلال، وتم نسب طوائف مثل داعش وتنظيم القاعدة إلى الإسلام، وحاشا لله أن يكون هذا هو الدين. وبمثل هذه الشاكلة، فإن اغلب المحتوى الإسلامي الذي بين أيدينا - كرداء المرأة وحدود تواجدها في المجال العام - نابعٌ من عوامل تاريخية، وليس من جوهر الدين نفسه.

3- محمد "الوحي، النبي، السياسي"

4- الإسلام مُنازِعًا ومٌنازَعًا

5- الإصلاح الإسلامي

6- الإسلام كبديل أخلاقي للعالم الحداثي:

اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان

ملخصات مشابهة

ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة

هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت

حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان